اختتمت ألمانيا نهاية حقبة إنتاج الفحم الحجري الذي ساهم بشكل مباشر في تحقيق التطورات الاقتصادية الكبيرة في البلاد في حفل كبير بحضور الرئيس الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير تم توديع آخر وردية عمل.
وأفادت الوكالة الألمانية (د ب ا) أن الاحتفال تم يوم الجمعة، حيث شهد الرئيس شتاينماير وقف إنتاج الفحم الحجري بمنجم بروسبر هانيل في مدينة بوتروب بولاية شمال الراين ويستفاليا، ويعد هذا آخر منجم يتم استخراج الفحم الحجري منه في ألمانيا.
وقال الرئيس الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير خلال الاحتفالية "نحن هنا في منجم بروسبر هانيل، شهود على لحظة تاريخية".
وأضاف شتاينماير إن اليوم يعتبر "يوما حزينا" لعمال المنجم، مؤكدا أن وقف استخراج الفحم الحجري هو "جزء هام وجوهري في التاريخ الألماني"، مشيراً إلى أن "القوة الكبيرة للاقتصاد الألماني منذ نهاية القرن التاسع عشر، ما كان لها أن تذكر بدون الفحم وعمال المناجم".
تابعونا عبر حساباتنا على شبكات التواصل : تيليغرام ، فيسبوك ، تويتر.
وتابع أن جذور التكتل الأوروبي أيضا يكمن في عمل المناجم، مشيرا بذلك إلى اتحاد مونتاو الذي تأسس 1952 وهو كيان سابق على الاتحاد الأوروبي.
وأعاد شتاينماير إلى الأذهان أن الفحم والفولاذ المستخرجان من منطقة الرور غذيا آلة الحرب التي نشرت الموت والإبادة والدمار في سائر أوروبا.
وسلم العمال ورئيسهم يورغن ياكوبايت آخر قطعة أنتجت في المنجم الواقع بمنطقة الرور الشهيرة، وتزن سبعة كيلوجرامات تقريبا للرئيس شتاينماير.
وبإغلاق آخر منجم للفحم الحجري في ألمانيا لن ينتهي استخدام هذا النوع من الفحم بصورة نهائية فيها، حيث سيتواصل استخدامه مستقبلا في توليد التيار الكهربائي وداخل مصانع الصلب لكن هنا سيكون مستوردا بصورة كاملة من الخارج.
وساهم الفحم الحجري خلال العام الجاري بنسبة 13 % من توليد التيار الكهربائي في ألمانيا. وتسعى ألمانيا وفي إطار تنفيذ اتفاقية باريس لحماية المناخ إلى تخفيض هذه النسبة تدريجيا وتعويضها بالطاقة النظيفة أو المتجددة كليا.
يشار إلى أن عصر إنتاج الفحم الحجري في ألمانيا استمر مدة 200 عام وكان له دور أساسي في توفير الطاقة للصناعات بعد الحرب العالمية الثانية، ومن المقرر أن يُنتج في ألمانيا الفحم البني فقط.
سيريانيوز